ربما لم يغلق هذا الباب ..؟؟ ربما
يوجد باب آخر مفتوح ..؟؟
يآآآ الله جميعها اغلقت .. لماذا لا يوجد باب مفتوح !! لماذا كل شي اغلق
أمامي .؟
لماذا حظي هكذا ..؟؟
يارب .... كيف اجد لي باب يخرجني من هنا .. ؟؟
كل هذه الأسئلة رسخت في بالي كأن لا يوجد لها أجوبة نهائياً .. وكأنها آخر
لحظة أجد فيها مخرج ..
فجميع الأبواب أمامي أغلقت بإحكام ...
ضاق النفس . وتسارعت دقات القلب وتشابكت الأفكار بعضها ببعض وكأن العالم من
امامي توقف لساعات عدة ..
لم أعد أتحمل الأخبار ولم أعد أتحمل ما يحصل من أمامي ...
لم تكن لحظة صمت بل استمرت لأكثر من أشهر بعدما تراكمت المشاكل ...
في وقتها كانت الأبواب من حولي موصدة جيداً ومغلقة بإحكام حتى أصبحت في ذلك
الوقت أسيرتها .
يوم .. يومان .. ثلاث ... اسبوع . أسابيع .. شهر ... سنين مرت وكأنني في
سجن انفرادي محكم بشدة .
أغمضت عينيي وفتحتها بعد أربع سنين تقريبا.. يالله وياله من منظر لم ترمش
عيناي من جمال رؤيته
ولم تغلق شفتاي من شدة السعادة .
لقد كان باب من جميع الأبواب الموصدة مفتوح .!! مشيت ثم ركضت حتى هرولت
لعلني أتخيل أو لعله سراب .!!
ولكن كان حقيقة .. نعم حقيقة باب مفتوح ويشع منه النور فكنت بقمة فضولي حتى
أرى ما وراء هذا الباب الغريب .!!
وقفت أمامه ومسكت قبضته وإذا بصوت يحدثني : لن نسمح لك بالمرور حتى تقرأي
لنا كلمة السر .؟
كلمة السر ..!! ماذا تقول ؟؟ ومن أين لي بهذه الكلمة ..؟ وكيف لي ان أجدها
؟
قال لي : إرجعي من حيث أتيت وستجدينها في كل مكان من حولك فهي موجودة بداخل
أعظم وأغلى كتاب وجد على هذه الأرض ..
يالله كلمة السر جداً سهلة ولكنها بنفس الوقت صعبة .. كيف لي أن أجدها من
بين كل هذه الصفحات ..؟؟
فالقرآن الكريم يوجد به صفحات كثيرة ..
لم أيأس ولن أستسلم وسأبدأ بالبحث وأنسى ما حصل لي في السابق ما دام هناك
باب مفتوح سأعمل المستحيل حتى أدخل هذا الباب
الذي كنت أبحث عنه طوال السنين التي مضت .
فتحت الكتاب الذي توجد به أعظم كلمات وجدت على هذه الأرض ويالها من دهشةُ
كبيرة كل أيام حياتي التي مضت
كنت أقرأ الكتاب من غير فهم ما بداخله
..؟؟
القصص .. العبر .. المعجزات .. وكلام الله كانت تحرك كل ساكن فيني ..
فكانت عيناي تدمع من شدة عظمة الخالق ومدى رحمته مع خلقه ما أكرمه وما ألطفه
..
لن أكذب عليكم اذا حدثتكم أنني نسيت أمر الباب المفتوح فكنت منشغله بكلام
الله العظيم .. لماذا في السابق كنت أقرأ القرآن
لأنتهي من قراءته فقط .؟؟ لماذا لم أتمعن بكل كلمة قالها الله عز وجل ..؟؟
مضت أسابيع أو بالأحرى أشهر منذ أن بدأت بالبحث عن كلمة السر .. فكلام الله
كثير وعظيم كيف لي أن أجد هذه الكلمة .؟؟
ما إن رفعت رأسي حتى انفتحت جميع الأبواب المغلقة من حولي .. لم أنطق بأي
كلمة من شدة المنظر .. هل أنا أحلم .؟
هل أحد يوقظني من هذا الحلم الغريب ..
لحسن الحظ .. لم يكن حلم على الإطلاق ولكنها حقيقة فبعد كل هذه السنين تفتح
الأبواب فجأة أمامي ..
واذا بصوت يحدثني مرة أُخرى : لا تستغربي فالأبواب كانت جميعها مفتوحة في
السابق ولكن مدى ضعف ايمانك بالله
وخوفك الشديد من هذه الحياة الفانية وتفكيرك السلبي .. جعلك في وهم انها
جميعها أغلقت .. فأصبحت أسيرة نفسك
واسيرة ماضييك التعيس ...
وما إن انطلقتي في نفسك وتحقيق ما في بالك وثقتك بنفسك وبخالقك قبل كل شي
.. ولم تيأسي وكسرتي حاجز الخوف
وأيقنتي بأن الله قريب ويجيب دعوة الداع اذا دعاه فأستجبتي له حتى استجاب
لك ..
ولأن الله لا يغير ما بقوم حتى يُغيروا ما بأنفسهم ..
فها هي الأبواب انفتحت جميعها أمامك ولا يتوجب عليك في هذه اللحظة الا أن
تكوني حذرة وتحاسبي نفسك في كل خطوة تخطيها
وان تنسي ما مضى وتفكري في القادم فهذه الحياة خلقنا لنعمرها ونعبد الله
فكلنا ملاقوه وهذه الحياة فانية
فعيشي بها كل لحظة جميلة بما يرضي
الله سبحانه وتعالى ..
فالخوف خوف واحد هو الخوف من الله .. والسعادة متعددة تبدأ من داخل الانسان
..
وحين تعصف بك رياح اليأس وأحسست بالحاجة الى الشكوى ولم تجد من تشكي اليه
..
فتذكري قوله تعالى ( واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان ) .